علم الفلك من أقدم العلوم ، كان الأقدمون وهم يعيشون في الهواء الطلق ، قد تمر بهم السماء بجمالها ، فلم يتوانوا عن تأملها ، فضلا عن ذلك ، فأن هذا التأمل كان ضروريا لهم لكي يحددوا مسارهم ويعرفوا الوقت . وقد بدأوا بملاحظة أن الليل يعقب النهار ، وأن الشمس تشرق وتغرب دائما في نفس الاتجاه من الأفق وبملاحظة مواقع مختلف الأماكن بالنسبة لمواضع النجوم المختلفة ، صار في استطاعتهم التدرج في الابتعاد عن مواطنهم بحثا عن الغذاء . دون خشية أن يضلوا طريقهم . وقد تمكنوا بمراقبتهم لتعاقب الليل والنهار ، ومختلف أوجه القمر واختلاف الفصول من وضع مقاييس للزمن .
ولكي يستطيعوا تثبيت ما توصلوا إليه ، سرعان ما أدركوا أنه من الضروري إطلاق أسماء مميزة على مختلف النجوم ، فقسموا تجمعات النجوم إلى مجموعات ، وأطلقوا على كل منها أسماء مميزة سواء كان اسم حيوان أو اسم اله ، أو غير ذلك من الأشياء القريبة الشبه بها كما تصوروها , وكانت الأدلة على هذا التقسيم هي التي وصلت إلينا عن شعوب بلاد ما بين النهرين ( حوالي 2700 ق. م ) .
علم الفلك عند المصريين :
التاريخ ذكر أن قدماء المصريين كانوا على دراية كبيرة بالفلك ، وقد استخدموه في بناء المعابد و الأهرامات وقياس طول العام الذي بواسطته يتم تحديد فيضان النيل .رغم قلة المصادر من الممكن اخذ فكرة واضحة نوعا ما عن المعارف الرياضية عند المصريين فهذا الحساب وهذه الهندسة بقيا عند مستوى ضعيف نوعا ما . ولكن بالنسبة إلى علم الفلك تبدو أساليب الحساب ذات أهمية أولية . كان المصريين على ما يبدو قد اعتمدوا روزنامة ترتكز على ملاحظات فلكية منذ الألف الثالث ق. م ، وقد اعتبر هذا الأمر دليلا على أن المصريين امتلكوا علما نجوميا منهجيا منذ الألف الرابع ق.م ، حتى استطاعوا وضع ومراعاة عدد كاف من الملاحظات. وقد ساعدت هذه الفكرة كثيرا على الخطأ في تقدير صحة علم المصريين .
أما حضارات بابل وأشور فإنها كانت غنية بمعلوماتها الفلكية حيث سجلوا خسوف القمر وقاسوا دورته وعرفوا حركته الظاهرية وعبدوا الكواكب السبعة. وحيث أن الكواكب تظهر للمشاهد متحركة بين النجوم لذا أطلق عليها الأقدمون (النجوم السيارة) وأطلقوا على النجوم أيضا (النجوم الثوابت) ليفرقوا بينها وبين الكواكب .
كما أن حضارات الصين والهند والعرب قبل الإسلام سجل لهم التاريخ أعمالا فلكية متعددة. أما الحضارة اليونانية تميزت بالطابع الفلسفي حيث وضعت بعض الأفكار عن دوران الأجسام في السماء وهل الشمس مركز الكون أم الأرض ؟ وغيره من أن الكون أكبر من العالم المعروف بمرات كثيرة وأن النجوم والشمس يقعان في وسط السماء .
وعندما جاء الإسلام حصل تطورا هائلا في فترة ازدهار الدولة الإسلامية وذلك لارتباط الفلك بالدين من حيث العبادات لحساب مواقيت الصلاة وتحديد أوائل الشهور العربية أو لفهم بعض الآيات الكونية حيث حث الله المؤمنين في مواضع شتى للنظر إلى السماء والتفكر في آياتها ، قال تعالى : ( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب.) .
السبت ديسمبر 06, 2008 6:01 pm
